كْسِبُ الكادحون رزْقَهُم بِعَرَقِ جَبينِهِمْ
يشْكُر الطَّبيبُ المتَبَرِّعينَبالدم
الصحابيُّ عبدالرحمن بن عوفٍ من المُبَشَّرين بالجَنَّةِ
بتأمل الجموع ( الكادحون ، المتبرعين ، المبشرين ) نتلمس
زيادة في مبانيها مقارنة مع مفرداتها .
فالكادحون جمع كادح ، المتبرعين جمع متبرع ، المبشرين جمع
مبشر ، والزيادة على المفرد إما ( واو ونون ) أو ( ياء
ونون ) مع ملاحظة سلامة تركيب المفرد عند الجمع ، لذا
نسمي هذا النوع من الجموع بــ: جمع المذكر السالم .
وبالعودة إلى مواقع تلك الجموع من السياقات السابقة ، نجد أن
( الكادحون ) وقع فاعلا حقه الرفع ، والرفع بحرف ناب عن
الحركة / الضمة ، وهو ( الواو ) ، فنقول في إعرابه :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالما .
أما ( المتبرعين ) فوقع مفعولا به ، وحق المفعول به النصب ،
والنصب في هذا النوع من الجمع يكون بإنابة حرف عن
الحركة / الفتحة ، وهو الياء ، فنقول في إعرابه :
مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالما .
وكذا الحال مع ( المبشرين ) نجده مجرورا بحرف الجر ( من )
فحقه الجر ، والجر بحرف ناب عن الحركة الأصلية / الكسرة ،
وهو الياء ، فنقول عنه :
اسم مجرور بمن وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالما .
خلاصة الدرس : أن جمع المذكر السالم ، هو ما يدل على أكثر
من اثنين بزيادة واو ونون أو ياء ونون على مفرده مع
سلامة تركيب المفرد .
ويرفع هذا النوع من الجمع بالواو ، وينصب ويجر بالياء
جمع المؤنث السالم
جَلَسَتْ طَالبَاتٌ في فِناءِ المدْرَسَةِ
تَقْرأ ليلى آياتٍ من القرآنِ الكريمِ
تدَاعِبُ الأمُّ طِفْلَها بِلَمَسَاتٍ حانيةٍ .
بتأمل الأمثلة السابقة ، نجد الجموع ( طالباتٌ ، آياتٍ ،
لمساتٍ ) ، نلاحظ أنها تدل على أكثر من اثنتين ، فهي جمع
لعلة عددية ، كما أنها تدل على مؤنث لعلة التأنيث ، ثم
نلاحظ زيادة على مفرداتها مع سلامة بناء المفرد ، فكلها بزيادة
( ألف وتاءٍ ) ..
لذا فكل تلك الجموع هي جموع مؤنث سالمة أو جمع مؤنث سالم .
ولعل أحد يقول وماذا عن التاء المربوطة في نهاية المفرد ؟ لم لا
تظهر في الجمع ونحن نتحدث عن السلامة ، سلامة بناء
المفرد ؟!!
وللإجابة نقول : تغيب هذه التاء عند جمع المفرد لعلة أنها علامة
تأنيث للاسم المفرد ، وليست من حروفه ، فنحن نقول
( طالب ) وإذا أردنا تأنيثه أتينا بعلامة تدل على التأنيث . لذا
وجب حذفها عند جمع المفرد جمع مؤنث سالما .
وللتوضيح :
حَسَنَة __ حَسَنـاتٌ
فاطِمةٌ __ فَاطِمَــاتٌ
حَديقَةٌ __ حَديقَــاتٌ
الخلاصة : يصاغ جمع المؤنث السالم بزيادة ألف وتاء على آخر المفرد .
بقي أن نشير إلى أننا بتأملنا مواقع تلك الجموع ، نجد أن
(طالباتٌ) وقع فاعلا حكمه الرفع ، والرفع بالضمة الأصلية لذا
فلم يخرج عن الأصل هنا .. كذا نجد ( لمسَاتٍ ) وقع مجرورا
بكسرة على الأصل فلم يخرج أيضا .. إلا أننا نلاحظ خروجا عن
الأصل عند نصبه ، فنجد ( آياتٍ) منصوبا بكسرة تنوب عن
الفتحة !!
هذا
النوع من النيابة ، نيابة حركة عن حركة ، ولعلكم تذكرون حديثنا عن الإعراب
بالحركات والحروف فقلنا :بقي أن نشير إلى ثلاث موضوعات لها شأن آخر ، وهي :
( جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض
بالفتحة،والفعل المضارع المعتل الاخر يجزم بحزف آخره. ) [/size][/size]
فهذه تعرب بالحركات رفعا ، ونصبا ، وجرا ، وجزما . لكننا
نجد أنه تنوب فيها حركة عن حركة .
جمع التكسير
وهو نوع من أنواع الجموع يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين مع
تغيير بناء المفرد ، فلم يعد سالما كما هو الحال في جمع المذكر
السالم ، وجمع المؤنث السالم ..
ولا بأس بالتذكير ، فقلنا أن جمع المذكر السالم ، يصاغ بزيادة
( واو ونون ) في حالة الرفع ،أو (ياء ونون) في حالة النصب والجر
على مفرده مع سلامةالبناء :
مُـسْـلِـــمٌ __ مـسْلِــمـ + ون ، ين = مسلمون ، مسلمين
وكذلك جمع المؤنث السالم ، يصاغ بزيادة ( ألف وتاء ) على
سلامة البناء :
مُـسْــلِــمَـةٌ __ مُـسْــلِــمـ + ات = مسْلِمَاتٌ
أما جمع التكسير ، فيصاغ من الاسم المفرد بتغير يطرأ على صورة
مفردة إما بزيادة أو بنقص في حروف المفرد مع تغير بعض
حركاته :
مَـسْـجِدٌ __ مَـسَـاجِــدُ
الأمثلة :
الأمْواجُ تتَكَسَّرُ عَلَى الشَّاطىء
اشتريتُ كُتُـبًا مفيدة
ليسَ الجَمَالُ بأثْوابٍ تُزّيِّنُنَا ** إن الْجَمَالَ جَمَالُ العلمِ والأدَبِ
بملاحظة الأسماء ( الأمواج ، كتبًا ، أثوابٍ ) نجد أنها جموع
تكسير تغير بناء مفرداتها حين الجمع
ثم نجدها مرفوعة بالضمة كما في المثال الأول ، ومنصوبة بالفتحة
كما في المثال الثاني، ومجرورة بالكسرة كما في المثال الثالث ..
وعليه فإن إعرابه هو إعراب بالحركات الأصلية . أي أن جمع
التكسير يوافق الاسم المفرد في كونه يأتي مرفوعا بالضمة ومنصوبا
بالفتحة ومجرورا بالكسرة ، وتلك هي قاعدة كل منهما .
الاسم المفرد
الاسم المفرد هو ما دل على واحد أو واحدة
خَتَمَتْ فَاطِمَةُ القُرْآنَ في شَهْرٍ
بتأمل المثال السابق ، نجد الأسماء : ( فَاطِمَةُ ، القرآنَ ، شَهْرٍ
) أسماء مفردة ، كل منها دل على واحدة أو واحدة من حيث العدد ، ففاطمة اسم
/ تُسمى به أنثى واحدة ، والقرآن اسم لكتاب واحد يعرف بكتاب الله ويسمى
القرآن ، وشهر يدل على واحد من الشهور .
كما نلاحظ أن فاطمة جاء مرفوعا ، وعلامة الرفع حركة تسمى الضمة ، كما أن القرآن منصوب بحركة تسمى الفتحة ، وشهر مجرور بحركة أيضا تسمى الكسرة ..
أما لماذا جاء الأول مرفوعا فلأنه فاعل ،والفاعل مرفوع أبدا .
ولماذا جاء الثاني منصوبا فلأنه مفعول به ، والمفعول به منصوب أبدا .
كما جاء الثالث مجرور فلأنه سبق بحرف جر ، والاسم المسبوق بحرف جر مجرور أبدا .